![]() |
التغيير أمر حتمي |
التغيير أمر حتمي يحدث خلال لحظات قصيرة، ربما خلال دقائق أو حتى ثوانٍ معدودة. ومن لا يكون مستعداً لاستقباله بثبات، قد ينكسر تحت وطأة رياحه العاتية.
خواطر خلال دقائق:
في تلك الدقائق القليلة، يظهر الخوف من التغيير جلياً، نحاول بشتى الطرق تجنبه، متشبثين بروتيننا المعتاد. لكن الواقع مختلف تماماً، فالتغيير قد يأتي دون سابق إنذار، يقلب الأحوال بين نعيم وجحيم أو العكس. ربما في مجرد ثوانٍ تفقد أعز الناس إلى قلبك، أو تنهار عوالمك بسبب كلمة واحدة تحمل إشاعة أو حديثاً مغرضاً. قد يخبو بريق حياتك بسبب أزمة مالية أو دعوى قضائية، وربما تفقد قوتك وسعادتك بخبر بسيط على لسان طبيب ينبئك فيه بمرضٍ عابر.
حادث عابر قد يضع قيوداً جديدة في حياتك خلف قضبان قاسية. الأرض قد تهتز فجأة تحت قدميك، تسحب استقرارك نحو القاع بلا أي رحمة. في لحظة تصاب إصابة تمنعك من تحقيق حلمٍ رياضي طالما سعيت إليه. يُعاقبك القدر على تضحياتك الإنسانية أو حتى مشاعرك الصادقة، ويُطوى اسمك في لحظة مع توقف قلبك الذي لطالما نابض بالحياة.
قد تغرق في كؤوس النسيان دون إدراك، أو تجلس لتخط أحزانك المدفونة كنقاط حبر سوداء فوق صفحات أيامك بعد هزيمة واحدة. مجرد مكالمة هاتفية في منتصف الليل قد تكون كافية لهدم كل أركان اطمئنانك. ربما تفقد كل ما تملك في لحظة واحدة لتلتهم النار ماضيك ومقتنيات ذكرياتك.
الأصدقاء، الأقارب، الأحباب؛ قد يبتعدون عنك لو تركت وصمة تأتي لتلاحق اسمك. الثقة بالآخرين قد تضيع مع أول خيانة، وتعود إلى تلك الحبوب هرباً من عثرة صغيرة في طريق حياتك. وحيداً تختار العزلة بعد تجربة إنسانية فاشلة. من السهل أن ننكسر، أن نتراجع للوراء، لكن يحتاج الأمر جهداً شاقاً وكثيراً من الوقت لنجبر الكسر ونتعافى.
التغيير لا يحتاج الكثير ليبدأ؛ لكنه يتطلب منا قوة شديدة لنصمد أمام تقلباته المفاجئة ونحافظ على توازننا الداخلي. يبقى الإنسان دائماً تحت رحمة هذه الأحداث المفاجئة يحمل أمله الوحيد في أن ينال حريته من قيود الحياة القاسية... ومع ذلك، لا طائل من الانتظار.
0 comments:
إرسال تعليق