سنة أخرى فقط: دعوة إلى الكتابة

Just-One-More-Year-Call-to-Write
البحث عن السعادة

الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلاً، والهدوء الذي يلف المكان يحملني إلى هذا الشعور المُلّح: أُريد أن أكتب، بل يجب أن أكتب!  

من الأيام التي تسحبني دائمًا إلى حيث لا أريد

مرت أيام كثيرة كان فيها ذلك الصوت الداخلي يرفع صافرته بلا توقف، كأنه يحثني على الإمساك بالقلم، على تحرير دفاتر الذهن من فوضاها. ومع ذلك، ظللت أؤجل، أراوغ الكتابة بزعم أن هناك أمورًا "أكثر استعجالًا". كنت أقول لنفسي: بعد أن أنجز هذا الأمر، ستكون الكلمات مستعدة لانتظاري. لكن، يا لعجالة الأيام التي تجرني دائمًا إلى حيث لا أريد، نسيت تمامًا أن لكل تأجيل ضريبة، ولكل مماطلة ثمن.  

 في قلب الفقاعة العملاقة: دعوة إلى الرحيل

ها أنا ذا أستعيد اللحظة بكل تناقضاتها—ذلك التحديق العميق في دوامة لا نهاية لها. كم هو مؤلم أن تكتشف أنك لم تغادر تلك الدائرة المغلقة التي لطالما أقنعتَ نفسك أنك تجاوزتها. الحقيقة؟ لقد اتسعت الدائرة فقط. اتساعها خدعك لتظن أنك تحررت، ولكنك ما زلت هناك، واقفًا في بقعة واحدة داخل فلكها الكبير.  

تذكرت فجأة. أنا لم أنسَ كل تلك البقاع التي ما زالت تضيق بي وأحاصرها في ذات الوقت. أنا ما زلت في قلب تلك الفقاعة العملاقة، هائمة، بلا اتجاه واضح. ومع ذلك، أشعر برغبة عارمة أن أقول:  

"امنحوني سنة أخرى فقط.  

سنة واحدة ربما تكفي لإنهاء حديث بدأ منذ زمن ولم يُختتم قط.  

للإقدام على الرحيل الذي انطلق دون وجهة محددة.  

لربما أبدل الأفكار العالقة بنزهة حرة على الأرصفة،  

بعيدًا عن قيود الزمن والأعلام المرفرفة فوق الأحلام المهترئة."  

لماذا ننغمس في اللغة؟ دعوة إلى الكتابة

أسأل نفسي: هل خُنا أحدًا لنكتب على كل أرض خارج ندوب الروح أنها محض رغوة عابرة؟ نرتعد من مجرد دندنة غير مقصودة؟ وربما—فقط ربما—نحاول حماية اللغة من أن تنزلق في مسارات لم نرسمها نحن، ومن أن تتحول إلى نشيد خافت لم ننشده أصلاً.

سنة أخرى فقط. كم تبدو قصيرة لتحيا العالم كله دفعة واحدة!  

شاركه على جوجل بلس

عن شمس على

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق