![]() |
About-Palestine-book |
عن فلسطين وكتاب "هموم داعية"، أجد نفسي غارقًا في التساؤلات: كيف يمكنني أن أكتب أو ماذا يمكنني أن أقول عن فلسطين في ظل هذا الواقع المؤلم؟ لذا قمت باستدعاء نص كتبته في عام 2020، مباشرةً بعد قراءة كتاب "هموم داعية" للإمام محمد الغزالي، رحمه الله. كان تأثير الكتاب عليّ عميقًا، ومزج بين الألم والغضب عندما تطرقت فيه إلى قضايانا العالقة وعلى رأسها فلسطين. ومع المآسي التي نشهدها الآن وفقداني القدرة على التعبير بالكلمات، أجد أن إعادة نشر هذا النص هو أقل ما يمكنني فعله؛ صرخة خفية تعبّر عن الغضب، وتذكير دائم بأن فلسطين ستظل في قلوبنا ولا يمكن للأعداء أن يثنونا عن دعمها.
كتاب "هموم داعية" تناول قضايا كثيرة تتجاوز مجرد الهموم
كتاب "هموم داعية" تناول قضايا كثيرة تتجاوز مجرد الهموم. هو شهادة على رؤية واعية تسبق زمانها، وبصيرة نادرة امتلكها القلّة من الصادقين الذين يخشون الله ويسعون بصدق للدفاع عن الدين.
الإمام الغزالي تناول في هذا الكتاب بكثير من الألم حال أمّتنا وديننا الذي أهمله الكثيرون. وألقى الضوء على جرح فلسطين الممتد على مدار قرون، وكيف أن هذا الجرح أصبح موضع استغلال وتمادي أعدائنا. لكن السؤال المحزن هو: ماذا قدّمنا نحن؟ أين كُل جهودنا لنصرة الدين والتخفيف من ألم فلسطين؟ الإجابة للأسف مخيبة، فنحن لم نفعل شيئًا ذا بال.
لقد غوتنا مادية الغرب وما يُسمى بحريتهم المفتوحة، فغفلنا عن جوهر تقدمهم وكرّسنا جهودنا لتقليدهم في أشد الأمور تفاهة. أخذوا منا قيمنا الأصيلة التي نسيناها، بينما نحن تبنينا سخافاتهم. والمفارقة المؤلمة هي أنهم أجادوا التظاهر بالقوة ليُحكموا السيطرة علينا؛ استغلّوا ضعفنا وجهلنا، وأصبحنا وقودًا لتفوقهم.
أما الدعاة الحقيقيون، فلا تبرح هموم الدين قلوبهم. كتبهم تحمل حروفًا باكية تصرخ لما أصاب هذا الدين. مع كل صفحة قرأتها من "هموم داعية" شعرت بأنني أفهم أكثر ضعف أمتنا وقصور إدراكنا للمخاطر التي تُحيط بنا. فهمت كيف تسببت شهوات حكامنا وخيانتهم في نزيف أراضينا وأجيال بريئة لا ذنب لها.
الغرب يتلاعب بهذه القضايا بوعي، واختار حكامًا لا تعرفهم إلا الخيانة. يدركون أن قوة الشعب تبدأ بحاكم صالح، ويعلمون أيضًا أن حاكمًا أحمق قادر على القضاء على أي مقاومة أو نهضة.
مصدر قوتنا الحقيقي ليس خفيًا عنهم. إنه يكمن في وحدتنا التي لا تتحقق إلا بتمسكّنا بديننا. لذلك يعملون بشكل مستمر على تفتيت وحدتنا وإبعادنا عن جوهر ديننا وجذوره.
بالختام، أعود لأردد كلمات تحملها قلبي بعد قراءة هذا الكتاب؛ كلمات تتجلى في واقع الأمة بكامل وضوحه:
نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
0 comments:
إرسال تعليق