![]() |
العمل تحت قيادة امرأة |
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أجدها فرصة مناسبة لمشاركة تجربتي في العمل تحت إدارة امرأة. قد تكون هذه الكلمات حساسة للبعض ممن يحملون أفكارًا ذكورية متعصبة، ولكنني أراها دعوة للتفكير وأملًا في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة.
ماذا نعني بالنسوية؟
النسوية ليست مجرد كلمة أو مصطلح عابر، بل هي حركة تدعو إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هدفها الرئيسي هو دعم المرأة وتمكينها من المشاركة الفاعلة بجانب الرجل في شتى المجالات المهنية والحياتية.
إن هذه الفكرة تنطلق من واقع مظلم تعرضت فيه المرأة على مدى عقود للاضطهاد والتهميش، مما يجعل النسوية ضرورة أكثر منها رفاهية. ورغم ذلك، ليست النسوية مبدأ موحدًا أو رؤية فلسفية واحدة، فهناك اختلافات عدة داخل الحركة حول كيفية معالجة قضايا المرأة ودعمها.
هل يمكن للرجل أن يكون نسويًا؟
بالطبع، يمكن للرجل أن يكون نسويًا عندما يدرك أن الإيمان بالمساواة لا ينتقص من رجولته أو مكانته. النسوية ليست حكرًا على النساء فقط؛ فهي تطالب بحقوق الإنسان الأساسية للمرأة، دون التأثير سلبًا على دور الرجل أو وجوده.
باعتباري رجلًا يؤمن بدور المرأة في المجتمع، أعتبر هذا الإيمان ميزة تُثري شخصيتي وتجعلني أكثر إنسانية. فأمي، التي حملتني وربتني بحب وتفانٍ، مثال حي على قوة المرأة ودورها العظيم. كيف يمكن أن أعيش في مجتمع يحاول قمع مثل هذا الكيان المُلهِم؟
لماذا نسمح للمجتمع أن يحملنا إرثًا مليئًا بالأفكار السامة التي تضع المرأة في موقع ثانوي؟ لماذا نحارب وجودها في المهن القيادية؟ كل ما نحتاجه هو وعي جديد ينظر إلى الجميع كأفراد متساوين.
العمل تحت إدارة امرأة: تجربة استثنائية
على مدار تسع سنوات، أمضيت معظم مسيرتي العملية تحت إدارة رجال، وكانت التجربة غالبًا غير مُرضية، حيث طغت الأجواء الذكورية السامة على بيئة العمل، مما حدّ من الإبداع والتعاون. لكن عندما حظيت بفرصة العمل تحت قيادة امرأة، تغيرت كل شيء بالنسبة لي.
تلك التجربة كانت الأكثر ثراءً وإلهامًا، لا لأنها تمثل كسرًا لقواعد الجندر التقليدية فحسب، بل لأنها أظهرت لي كيف يمكن للإدارة النسائية أن تكون مُبدعة وفعّالة.
المرأة بفطرتها تمتاز بذكاء عاطفي يمكّنها من فهم فريق العمل والتعامل مع تحدياته بشكل متوازن. فهي صبورة، متعاطفة، ومخططة، ما يجعلها قائدة استثنائية إذا أعطيت الفرصة لإثبات نفسها.
ومع ذلك، ما زال المجتمع يُشنِّع بفكرة وجود امرأة في منصب قيادي ويُغذي صورة نمطية خاطئة بأن النساء غير مؤهلات أو أن مكانهن "الحقيقي" في المنزل، وهذا ليس إلا مثالًا صارخًا على الهيمنة الذكورية والجهل المتجذر.
تحديات المرأة في مكان العمل
المرأة العربية بشكل عام، والأردنية بشكل خاص، تواجه صعوبات كبيرة للوصول إلى المناصب القيادية. هذه التحديات ليست فقط لكونها امرأة، ولكن لأن المجتمع يعاند وجودها في مواقع قوة وتأثير. فهي تخوض معركة يومية لإثبات جدارتها ومواجهة النظرات السلبية والتعليقات المجحفة.
أما بالنسبة لأولئك الرجال الذين يرفضون العمل تحت إدارة امرأة خشية أن يهدد ذلك ذكورتهم، فربما حان الوقت للتفكير بمنطقية. القيادة لا تتعلق بالجندر بل بالكفاءة والرؤية. ومن التجربة الواقعية، فإن المرأة غالبًا ما تضيف بعدًا إنسانيًا وإبداعيًا لبيئة العمل يجعل الفريق بأكمله يعمل بتناغم وانتاجية أكبر.
إشادة بالمرأة الأردنية
رغم التحديات الهائلة التي تواجهها المرأة الأردنية في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري، إلا أنها استطاعت تحقيق إنجازات بارزة. وفق دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، احتلت النساء الأردنيات المرتبة الأولى عالميًا من حيث تقلد المناصب الإدارية بنسبة 62%. ولكنه إنجاز يحمل وجهين؛ فمن جهة هو دليل على قدرات المرأة الأردنية، ومن جهة أخرى يبرز الت
0 comments:
إرسال تعليق