![]() |
القدس شرف يرفع راية الإسلام |
في القدس، تبدو الوحدة بين المسلمين حلماً بعيد المنال، لكن هذا الحلم هو المفتاح الوحيد لاستعادة العزة والقوة لهذه الأمة. ومع الأوضاع الحالية وأنظمة الحكم المتفرقة، يبدو التوفيق بين هذه الأحلام أمرًا يحتاج إلى معجزة إلهية لتتحقق.
دمشقي الهوى: مقدسي القضية
في القدس، وجدت نفسي أُبحر في أفكاري، متمنياً لو لم أكن دمشقياً. ليس اعتراضاً على انتمائي العريق، بل هربًا من ألم الاشتياق الذي يغمرني كلما ذكرت الشام. تلك الرائحة الفريدة للياسمين الممزوجة بنقاء مياه بردى وأزقتها العتيقة التي تحمل عبق التاريخ. سماء دمشق العالية وأحلامي التي لا تزال تمعن في نسج صورة العودة إليها، للتجول في شوارعها القديمة التي تنبض بحنينها لسكانها الذين فارقوها منذ أمد بعيد. هم غادروا ولم يعودوا، وقلبي يأبى أن يتصالح مع تلك الذاكرة الموجعة.
من أكون؟ تساؤل حول الالتزام والانتماء
تساؤلت: ماذا لو خلقني الله مختلفًا؟ لو لم أكن ابن دمشق، فمن أكون؟ ربما مقدسيًا... لكن تلك الفكرة وحدها تغمرني شعورًا مثقلًا بالآهات. كيف يستطيع قلبي أن يتحمل فكرة الانتماء إلى القدس وما تحمله من معاناة واحتلال؟ كيف لي أن أعيش وطنيتي هناك وأنا بالكاد أتحمل النظر إلى الشاشة التي تسرق روحي كلّما نقلت من المشاهد صور الدماء المهدورة والأمل المفقود على أرض فلسطين الطاهرة؟
معاناة القدس: صوت الأطفال والأرامل والدماء المهدرة
أحاول تخيل المعاناة اليومية تحت وطأة الاحتلال الصهيوني البغيض. أسمع صراخ الأطفال الذين تيتموا، وترى الأرامل معتصمات بصبرهنّ رغم فقدانهن لأزواج وشباب حيّهم الذين أُسروا أو قُتلوا بوحشية. وما زالت صور الاعتداءات على الأحياء، مثل حي الشيخ جراح في مايو 2021، تجول في ذاكرتي. ذلك اليوم الذي احتشد فيه الاحتلال بكل قوته ومكره ليسلب بيوت الفلسطينيين ويزرع المستوطنين مكانهم. ورغم كل تلك المحاولات الخبيثة، ظل الحي شامخاً صامداً، كسكانه الذين لا ينتظرون سوى نصرة الحق.
القدس: شرف يرفع راية الإسلام في كل زمان ومكان
دمشقي الهوى؟ نعم. مقدسي القضية؟ بكل فخر. أنتمي للقدس ليس فقط بقلبي، بل بعقيدتي وديني الذي ربطنا بها بجذور الإيمان. كيف لا وربي قد كرّمها في كتابه العزيز حينما ذكرها في سورة الإسراء: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى". تلك الرحلة السماوية المباركة التي جعلت من القدس قِبلة الروح ومنارة القلوب.
القدس ليست مجرد مدينة تُحتل أو قضية تُنسى بعد حين، بل هي شرف يحمل راية الإسلام في كل زمان ومكان.
0 comments:
إرسال تعليق