شغف الكتابة لا ينتهي ولا يهدأ

The-pen-writes-the-greatest-ideas
شغف الكتابة لا ينتهي ولا يهدأ


عظمة الكتابة تبدأ بقلم، فهي البوابة التي يدخل الإنسان من خلالها إلى عوالمه الداخلية ويترجم شغف روحه على الورق. عندما يمتلك الإنسان رغبة جامحة في الكتابة، لا يجد الراحة إلا في لذة التعبير وكشط ما بداخله باستخدام القلم.

عظمة الكتابة تبدأ بقلم

حين أتقنت فن صياغة الحروف وتناغم الكلمات، أدركت حقيقة جديدة وأبصرت ما قد غاب عن أعين الكثيرين. وجدت طوق النجاة الذي يعوّض عن الفراغ الواسع الذي تجول فيه أفكاري، فسخّرت القلم ليطلق بريق تلك الكلمات المكبوتة، يضيء بها العالم كما لم يرَ من قبل. فالكتابة، بغض النظر عن أداة التعبير، سواء كانت فرشاة أو قلمًا أو حتى آلة حديثة، تصل لنفس الهدف العظيم: تفريغ الخيال الممتزج بجنون الإبداع وشغف الروح في عمل فني مُذهل ينتشر على الورق كالسحر.

قلمي رفيقي الدائم

بالقلم تُصنع الأفكار وتُبنى العقول. هو مرآة الكاتب التي تعكس شخصيته وفلسفته العميقة، وتُظهر تناغم الكلمات التي يعزفها بحرفية قائد أوركسترا ينسق بين نغماتها؛ فتنساب الحروف في رقصة متناغمة تأخذ القارئ في رحلة من الدهشة والتأمل. وعندما يتسرب الشعور بالغربة إلى روح الكاتب بين البشر، يغوص في خياله وينطلق إلى فضاءات بعيدة كالقمر، ليُسطر على الورق انفلات شغفه وكثافة جنونه بحرية مطلقة.

الكتابة هي الداء والدواء معًا، الصديق الأقرب والخصم الألد. بالنسبة لي ككاتبة، قلمي هو رفيقي الدائم الذي يضيء وحدتي ويسامرني في ساعات الليل الطويلة وأثناء أحلام النهار. ما بين يقظتي وأحلامي المتشابكة، أشعر باضطراب دائم في الكلمات التي أحملها داخلي. أكتب كثيرًا؛ مئات الصفحات وآلاف الأفكار، لكنها غالبًا لا تُرضيني تمامًا كقارئة ولا تُشبعني ككاتبة. لكن هذا السعي الحثيث وراء العمق والمعنى هو ما يجعل الكتابة ملاذي الأسمى ووسيلتي لاكتشاف ذاتي والغوص في أعماقي لإيجاد المعنى الحقيقي للحياة.

القلم يسطر أعظم الأفكار

بالقلم، وثّقت أعظم الأفكار والعقائد وأسست الحضارات. فهو أداة نقل العلم وحفظ كلمات الله المنزلة في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: "ن * والقلمِ وما يسطرون". عبر القلم عرف البشر أسمى معاني العدل والإحسان، وسُطِّرت العلوم والمعارف التي أنتجت الحضارة الإنسانية بشقيها الأدبي والفكري.


لذلك عندما تمتلك معرفة أو فكرة تستحق الخلود، اجعل القلم درعك. كما قيل: إما أن تكتب شيئًا يستحق القراءة أو تفعل شيئًا يُكتب عنه. الكاتب الماهر هو من يستطيع فلترة الكلمات إلى جوهرها النقي؛ يخرج بالألفاظ الذهبية التي تشع جمالًا وفكرًا في ذهن قارئه وتفتح أمامه آفاقًا جديدة.

شغف الكتابة لا ينتهي ولا يهدأ

كلما تعمقت في الكتابة حلَّت عليك لعنتها الجميلة. تغزو أركان قلبك وتحتل مساحات روحك، وتجعلك عاشقًا مخلصًا لها. شغف الكتابة لا ينتهي ولا يهدأ؛ عقل الكاتب لا يكف عن التفكير وقلبه لا يشبع من التعبير وقلمه لا يتوقف عن النبض بالحياة. من رحم الكتابة وُلدت أسماء خالدة مثل محمود درويش وغازي القصيبي وجبران خليل جبران وغيرهم ممن تركوا بصمة أبدية على صفحات التاريخ الأدبي.


قد لا تدركون مدى عشقي للكتابة وشغفي بنثر ما يكتظ به داخلي على الورق، لكنها مملكتي الحقيقية التي أقاتل لأجلها بلا كلل، بحثًا عن الحرية من قيود الجهل وفراغ الروح. أنا مؤمنة جدًا بأن الكتابة هي ملاذي وأُنْسي وحاضري ومستقبلي الذي يتجلى كله بين روح قلمي وصفحاتي.

شاركه على جوجل بلس

عن شمس على

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق