وهم الفشل يأخذك في دوامة من الألم والشعور بالهلاك

illusion-failure-takes-you-into-spiral-pain-sense-doom
وهم الفشل يأخذك في دوامة من الألم 


ابتزاز الأفكار التي تُخدعك بوعد الخلاص يأخذك في دوامة لا تنتهي. أنت تعلم جيدًا أنك تسكب مشاعرك المتقدة في الفراغ، تناجي صنمًا أصمًّا لا يسمع ولا يتجاوب، وتغرق ذاتك المقهورة في خليط غريب من الأمل والخيبة.

كيف تبتزك الأفكار التي تخدعك بوعد الخلاص؟

لكن الأمر الذي يثير الغضب حقًا هو تلك الخاطرة العابثة التي تبتزك بمكر. تتركك حائرًا وسط حكايات وسيناريوهات محتملة قد لا ترى النور أبدًا، بينما تحاول أنت، وبجهدٍ يائس، أن تنسج قصةً جديدة تحمل طابعًا مختلفًا. الضوء الذي تحاول التمسك به ينسحب منك بهدوء، حتى تجد نفسك أسيرًا لذكريات مبعثرة؛ لقاءات عابرة بلا قيمة حقيقية مع أشخاص شعرت للحظة أنهم يمنحونك السكينة، وحتى خطواتك الطويلة على طريقٍ تعرفه جيدًا رغم أنك بالكاد تتذكر تفاصيله.

التمكن من أنت في دوامة من المشاعر والأفكار.

تستعيد مشاهد أفكارك الحمقاء، تلك التي كنت تهمس بها لنفسك وأنت في غمرة أحلام وردية تهرب بها من قبضة الواقع القاسي. لكنك تدرك الآن أن الواقع دائم التغير، يكشف أسنانه كل لحظة بوجه جديد يُثقل كاهلك. وأشد ما يزيد من وطأة الشعور هذا هو ذلك السيل الجارف من الهلاوس والأفكار المتلاحقة التي تجد نفسك عاجزًا تمامًا عن التحكم بها.

من هو الفاعل في حكاياتك الداخلية؟

إنك تسير الآن في طريق محفوف بالجنون، طريق يجعل الحياة نفسها تتجسد أمامك بطرق يصعب فهمها. كل شيء يبدو متناقضًا؛ السهل والعسير يتبادلان الأماكن، والضحكات المرسومة على وجوه مغرقة في الألم تجعل الألم نفسه يبدو وكأنه هزلي ومثير للسخرية. الخبث والنفاق يقفان بشموخ تحت الأضواء، والكرامة تتوارى خجلًا تحت ستار الذل. الفاعل بمكره يتباهى، بينما المظلوم يرى نفسه ضعيفًا عاجزًا أمام زخم المشهد.

هل الحياة مجنونة أم أنك ببساطة تستمتع بالشعور بالهلاك؟

قرأت كثيرًا عن تمزقات الإنسان وصراعاته الداخلية، لكن ما أواجهه الآن يبدو أبعد من ذلك. وكأن الحياة نفسها أصابها الجنون وتنكرت لمحبيها؛ كلما اقترب أحدهم منها، وجد نفسه منهكًا ومنهارًا تحت وطأة قسوتها. المفارقة تكمن في أنك لا تزال مصممًا على الاستمرار، تدفعك ذكريات شاحبة لا تدرك منها سوى حجم الألم الذي عشته كلما ابتعدت عن وهج الحياة وبريق لحظاتها العابرة.

التاريخ يواصل نسج حباله الملتوية أمام عينيك، يعيد نفسه بطرق مختلفة وإن كان المضمون واحدًا دائم التكرار بوقاحة مستفزة. ورغم كل ذلك، يستمر أملك -هذه الفقاعة الهشة- في النمو والتمدد، إلى أن يحين وقت انفجارها المتوقع. عندها فقط ستدرك الحقيقة الصادمة: خواطرك كانت تنبؤات صادقة لحالة وعيك الداخلي، معرفة مطلقة كنت تتجاهل وجودها في أعماقك كل هذا الوقت.

شاركه على جوجل بلس

عن شمس على

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق