التسامح صفة نبيلة وجميلة سامح نفسك اولا

Tolerance-noble-beautiful-trait-Forgive-yourself-first
سامح نفسك

 

التسامح صفة نبيلة وجميلة. ولكن، تذكّر أن تنظر في المرآة وتقدم لنفسك هذا التسامح بنفس العطاء الذي تقدمه للآخرين.

ما بعد الصدمات: سامح نفسك

التسامح ليس فقط في العفو عن الآخرين وقت القدرة أو حتى عند غياب اعتذارهم. بل هو أيضاً معاناة الذات وقبولها بضعفها وأخطائها التي ربما ارتكبتها من دون قصد. كم مرة وجدت نفسك تلوم ذاتك بعمق وتشعر بالذنب، حتى عندما لم يكن لك يد في الأمر؟ أحياناً يكون تحميل النفس الذنب أسهل من مواجهة مشاعر الغضب تجاه الآخرين.


بعد المرور بصدمات وظروف صعبة، قد يتحول جلد الذات إلى طيف يلاحقك، يمنعك من النوم، ويأسر عقلك في دوامة من التفكير. نبدأ بتوجيه أسئلة لنفسنا، لماذا كنت ضعيفاً؟ لماذا صبرت على ما لا يستحق؟ نشعر وكأن عبء الماضي بالكامل يقع على عاتقنا وحدنا. لكن الحقيقة أننا قد نغفر للآخرين مع الزمن، بينما نظل أسرى شعور الذنب لأننا سمحنا لأنفسنا بالعيش تحت وطأة الألم. هنا تكمن النقطة الحاسمة: يجب علينا أن نتقبل أنفسنا ونسامحها أولاً.

كانت هناك أيام شعرت فيها بالكثير من اللوم نحو نفسي، كرهتُ ضعفي، وكنت أتمنى لو كنت أكثر حيلة ومكراً لتفادي ما حدث لي. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن ما اعتبرته يوماً ضعفاً لم يكن سوى بذرة للنضج والقوة التي أمتلكها الآن. التجارب الصعبة التي مررت بها جعلتني أقوى وأكثر استيعاباً لواقع الحياة. قد يبدو قلبي اليوم أكثر صلابة بعض الشيء. ربما هو دفاع طبيعي ضد الألم. لكنني أعلم أن الزمن سيجعل كل شيء أكثر وضوحاً وسهولة.


هناك مقطع في أغنية أثر الفراشة يلهمني دائماً: "لست أنا بدون جراحي". نعم، الجراح والتجارب المؤلمة قد تكون سبباً لجعلنا ما نحن عليه اليوم. تماماً كما يتبع المطر ظهور قوس قزح، هكذا هو الألم؛ يحمل في داخله بذرة الشفاء والنمو.


عليك دائماً أن تضع الأمور في نصابها الصحيح. ربما كنت ضعيفاً في لحظة ما، لكنّ اللوم لا يقع عليك إذا كنت ضحية للأذى. تسامحك مع من آذاك لا يعني أنك ضعيف؛ بالعكس، إنه برهان على قوتك ونضجك اليوم. ومع ذلك، اتخذ خطوة أخرى إلى الأمام: سامح نفسك. أنت لم تعد الشخص الذي كنت عليه وقت الألم، بل أصبحت نسخة أقوى وأكثر وعياً. والأفضل لم يأتِ بعد.


إن كنت ترغب في تحسين صفة ما بداخلك أو التغلب على جانب لم تحبه في نفسك يوماً، فالفرصة دائماً قائمة. يمكنك التغيير وقتما شئت. الكون بأسره يتغير مع مرور الوقت، ولا أحد منا خُلق ليكون ثابتاً بلا تطور. فقط تذكر أن بداخلك إمكانيات عظيمة لم تُكتشف بعد. ابحث عن هذه الجوانب وطوّر نفسك باستمرار حتى تصل إلى النسخة الأفضل منك وتحبها.


لكن قبل كل شيء، عليك أن تتقبل نسختك الحالية بكل أخطائها وصراعاتها وانتصاراتها الصغيرة والكبيرة. أحب نفسك كما هي الآن وامنح ذاتك الدعم والمحبة التي تحتاجها لتتجاوز آثار الماضي. سامح نفسك لأنك تستحق الأفضل بالفعل، واستمر بقناعة أنك أكثر قوة مما تتصور، وأن المستقبل يحمل لك ما يليق بقلب تجاوز الألم وملأه الأمل.دمتم أقوياء.

شاركه على جوجل بلس

عن شمس على

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق