![]() |
اسرة |
عنوان المقالة يتمحور حول قضية شائكة تتصدر العديد من الحوارات داخل كل بيت: تلك العلاقة المعقدة بين الأسرة والأبناء، وتأثيرها العميق على النفسية والمستقبل. القصة التي طرحتها تلخص مأساة يومية يعيشها كثيرون ممن يجدون أنفسهم أسرى قيود لا يرون فيها سوى حرمان من أحلامهم وطموحاتهم.
العلاقة المعقدة بين الأسرة والأبناء
منذ اللحظة التي يولد فيها الطفل، يرى في والديه الأمان المطلق، لكنه مع مرور الزمن قد يجد أن تلك الثقة تتحطم تحت وطأة التسلط والرغبة المُفرطة في التحكم. الحديث عن الأحلام والآمال يمكن أن يتحول إلى ساحة معركة نفسية، عندما يُقابل الطفل أو الشاب بكلمة "لا" قاطعة دون أية محاولة لتفهم تطلعاته وآماله.
الرفض الدائم الذي يواجه الأبناء ليس مسألة عابرة؛ فهو يغذي مشاعر الإحباط، ويعزز الفجوة بينهم وبين آبائهم. لحظة الخذلان الأولى التي تُغيب فيها الأسرة رغبة التفاهم قد تصبح الشرارة الأولى لجدار نفسي هائل يصعب تجاوزه بمرور الوقت.
الحكايات التي تمثل صمتًا مميتًا داخل جدران المنزل تتكرر بكل أشكالها، من فرض قرارات مهنية وحياتية لا تتماشى مع رغبات الأبناء، إلى الوقوف أمام أحلامهم بكل قسوة. وبدلًا من الحوار يبرز الشد والجذب كسلاح حاسم، مما يدفع الأبناء للانطواء على أنفسهم داخل عوالم صغيرة تُفقد السكن دفئه والحياة معناها.
المعضلات الأسرية غالبًا ما تنتج عن فهم مغلوط لمفهوم الدعم. فبينما يظن الآباء أن توفير النفقات هو السبيل الوحيد لحماية أبنائهم، يغيب عنهم الدور الأكثر أهمية، وهو الدعم العاطفي والمعنوي الذي يجعل الأبناء قادرين على مواجهة الحياة حتى في أحلك الظروف.
أما حين تنفجر الأزمة وتأخذ منحنى خطيرًا، كأن يفكر الابن أو الابنة في الهروب من المنزل أو اتخاذ قرارات انتقامية، يصبح الضرر مضاعفًا. الانفصال النفسي والجسدي يمكن أن يُنظر إليه من قبل البعض على أنه عار، خاصة في المجتمعات الشرقية، مما يؤدي إلى تصاعد التعقيدات وتأزيم الوضع إلى حدٍ يصعب السيطرة عليه.
وفي النهاية، المواجهة بلامبالاة أو التقليل من إنجازات الأبناء رغم محاولتهم تخطي العقبات يُعتبر طعنة قاسية تدمر الثقة بالنفس وتزيد من الفجوة داخل الأسرة. النقاش الصادق والناضج هو المفتاح الوحيد لبناء علاقة صحيحة ومستقبل آمن للجميع.
التساؤل الذي علينا طرحه هنا: هل نحتاج نحن كأسر لإعادة صياغة مفهوم العلاقات داخل بيوتنا؟ وهل يمكن للحوار بدلاً من الرفض أن يصبح أداة فعالة تضمن التفاهم والاحتواء؟ يبدو أن الإجابة تنطلق من شجاعة مواجهة الذات أولًا.
0 comments:
إرسال تعليق